عطسةٌ أخافت الجميع! عطسةٌ واحدة نشرت العدل في العالم كله. لقد تساوى السيد مع الخادم. كلاهما يخافان من عطسة. شبحُ كورونا أقلقَهم جميعاً والتصقَ بهم كما تلتصق القرادة في الجلد. يخافون من عطسة خفيفة الصوت لا يدوم دَويَّها إلا أجزاءً من الثانية.هي ليست كذلك الصاروخ الذي سيسقط من السماء الواسعة. لن تشعروا بصوت العطسة إلا بعد أن يطلقَها جهازكم التنفسي بينما ستشعرون بذلك الهدير القادم من مسافة مئات الكيلو مترات. عطسةٌ ثقيلةُ الوزن تسقطها تلك الطائرة الحربية. هي لا تحتاج لكثير من الوقت كي تحبسَ أنفاسَكُم بل تحتاج لقليل من الوقت كي تقشعرَ أبدانَكُم. لستم بحاجة لمقياس الحرارة فلقد تجاوزت الأربعين. من المؤكد في هذه اللحظة أنكم بحاجة للكمامات كي تحميَّ أنفاسكم التي سوف تُحبس من انتشار الغبار لا الرذاذ. سوف ترون بأم أعينكم كم من صريع سقط بعد عطسة الطائرات و كم من صريع سيسقط خوفاً من عطسة فايروس بيولوجي!
ألستم أنتم من تراقبون الحدود و تضعون الأسلاك الشائكة؟
ألستم أنتم من أرشفتم بصماتنا؟
ألستم أنتم من أعطانا بطاقة ذات لون قبيح أو جواز سفر من الدرجة الثالثة و ربما الرابعة؟
ألستم أنتم من تدعون بأن بلادكم هي من منحتنا الأمان؟ ألستم أنتم من اتهمتونا بالأمية و بدأتم بتعليمنا الحروف الأبجدية؟
نعم أيها الزعيم! أنا المواطنة الفقيرة ذات الدخل المحدود ، التفكير المحدود و مغسولة الدماغ كلياً. أسالك: لماذا لم تَستوقفه للحظة واحدة و تسأله من يكون ؟
لماذا تركته يَتنقلُ عبر الحدود دون جواز سفر ، فيزا ولا حتى تذكرة. لماذا لم تبحث بين البصمات إن كان له سجل اجرامي كما فعلت معنا جميعاً .لماذا لم تسأله ما هي لغتك الأم ؟
هل لأنه فيروسٌ من طبقة نبيلة؟
نعم، إنه الحفيدُ الحديثُ الولادة لسلالة الفايروسات المَلكيَّة.نعم هو الحفيد الذي أخاف العالم بأسره و جعل الجميع يختبأون خلف جدران منازلهم.باتوا يبتاعون كل أنواع الصابون الفاخر والرديء أيضاً. للوهلة الأولى تعجبتُ من الإرشادات الصارمة لغسل الأيدي! هل لم يغسلوا أيديهم سابقاً أم أنها الوسيلة الأفضل للقضاء على المنافس الوليد. كورونا لبس التاج و اعتلى على عرش الكرة الأرضية. كورونا لا يهتم أن يُنتخب بشكل ديمقراطي،لا ينتظر انقلاباً عسكرياً، ولم يخطط لربيع عربي ولا لشتاء أوروبي. هو الوريث الوحيد لهذا الكون. لا تعنيه الشائعات بأنه مجرد لقيط ، أو طفل أنابيب.لا يعنيه إن قال البعض أنه لعنة أو أنه سلاح لحرب بيولوجية. لا يعنيه من يود تبنيه ، لا يعنيه أي جواز سفر يملك أبويه. إنه الملك الجديد للبحار و المحيطات، لليابسة و الغابات.إنه ملك السماء و الجحيم.
يبكي الجميع و يضحك كورونا ساخراً. ألستم أنتم من نشر الظلم بين .الشعوب؟سأل كورونا.التساوي في الظلم عدل.قال كورونا.وحده الملك الجديد من عدلَ بيننا جميعاً
……..يتبع
.شكراً تيم شكراً يم و سيزر لأنكما كنتما وراء كتابة هذا النص